قال د. ميخائيل ميلتشين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في معهد ديان، إن تعيين حسين الشيخ نائبًا للرئيس محمود عباس لم يكن مفاجئًا، مؤكدًا أن الشيخ يتمتع بنفوذ قوي منذ أكثر من عقد في مناطق السلطة الفلسطينية.
وأضاف ميلتشين، خلال حديثه لبرنامج "جولة الصباح الإخبارية" مع الزميلة سماح حسنين بكرية، أن هذه الخطوة جاءت استجابة لـ"ضغط أمريكي مكثف على أبو مازن لعرض إصلاحات داخل السلطة"، في وقت تتزايد فيه المطالب بإعادة هيكلتها.
وأشار ميلتشين إلى أن حسين الشيخ، المعروف بلقب "أبو جهاد"، يواجه تحديات جمة في مهمته الجديدة، مشددًا على أنه "لا يملك الشعبية الكافية بعد، ويرتبط اسمه بقضايا فساد تُثقل عليه في الشارع الفلسطيني".
ويشغل الشيخ منذ سنوات منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمسؤول عن التنسيق مع إسرائيل، ويُعتبر من المقربين لعباس. ومع ذلك، أثار تعيينه موجة انتقادات، إذ يُنظر إليه من قبل خصومه كرمز للفساد والتنسيق الأمني مع تل أبيب، إلى جانب ارتباط اسمه بتجاوزات شخصية.
وكشف دبلوماسي عربي لقناة "كان" أن قرار التعيين لم يكن طوعيًا بالكامل، بل جاء نتيجة ضغوط مارستها السعودية والإمارات، اللتان سارعتا إلى الترحيب بالخطوة.
وبحسب المصدر، فقد اتصل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بالشيخ لتهنئته، رغم التوتر بين أبو ظبي والقيادة الفلسطينية على خلفية علاقة الإمارات بالقيادي المفصول محمد دحلان.
كما رحبت مصر والأردن بالتعيين، فيما امتنعت قطر عن التعليق، إذ قال المصدر إن الدوحة تنسق موقفها مع حركة حماس، التي رفضت تعيين الشيخ.
ورجّح مصدر مصري مطّلع أن يرتبط توقيت القرار بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، ضمن مساعٍ إقليمية لتمكين السلطة من استعادة السيطرة على غزة، وهو ما يستلزم وجود نائب لعباس بالنظر إلى تقدمه في السن واحتمال غيابه المفاجئ.